الضرب فى المدارس علاج سلبى

يعتقد الكثير من المدرسين أن ضرب الطالب أو الطالبة يجعلهما يلتزمان بما يطلبه منهما, وذلك ليس صحيحاً على الإطلاق.

 

فعندما يطلب المدرس من الطلاب ان يلتزموا بمنهج معين فى الدراسة وهو يهددهم بالضرب المبرح الشديد إذا لم يلتزم أحد بمنهجه فهنا يعالج المدرس منظومته بطريقة سلبية للغاية, حيث أن أفكار التهديد والتوعد والضرب عامة هى أفكار يعتقد بها المدرس أنه يسيطر على وضعه داخل المدرسة وأنه بهذه الطرق سيخلق من الطلاب جيلاً ملتزماً منضبطاً لا يفعل الأخطاء أبداً.

فلا يوجد بيننا من لايفعل الأخطاء فكلنا مخطئون, كلنا نخطئ حتى لو كانت الأخطاء بسيطة جداً, ولكن حل المشكلة لا يأتى أبداً بالضرب والتهديد, لأن الضرب والتهديد سيخلقان نوعاً من الكراهية, ليس فقط للمدرسة والمدرس وانما للمنظومة التعليمية بأكملها.

حل المشكلة يجب ان يكون ايجابياً بعيداً عن فكرة ضرب الطلاب وتهديدهم بالضرب, فهناك العديد من الطرق التى بها يسيطر المدرس على وضعه ومنظومته وأيضاً يخلق جيلاً محباً للتعليم ومحباً للمدرس والمدرسة, فمثلاً: يمكن للمدرس ان يشجع طلابه ويحفزهم بالكلام الجميل الراقى مثل: (انا واثق انكم طلاب فاهمين كويس وبتفكروا كويس جداً وكل واحد منكم يقدر يذاكر كويس ويحل كويس ويجاوب كويس واحنا مع بعض هنحقق نتيجة ايجابية جداً واعتبرونى ابوكم اخوكم المهم اننا نقدر بعض ونحترم بعض وان شاء الله هنحقق نتائج ممتازة) بقول هادئ واضح رقيق, فذلك يعكس نتائج ايجابية جداً فى نفوس الطلبة ويحفزهم على المذاكرة والحل ويجعلهم يجتهدون جداً فى التفوق أمام المدرس ويجعلهم يحبونه ويحبون مدرستهم جداً.

فالآن يعتقد الكثير من الطلبة أن المدرسة هى بئر الخوف وذلك طبعاً بسبب الكثير من المعاملات السيئة التى يتعرضون لها, فإذا حصل الطالب على اجازة فكأنه حصل على أجمل ما فى الدنيا, فقد كره المدرسة والتعليم, ولايريد ان يذهب إلى المدرسة.

يجب على المدرس قبل ان يدخل الفصل ليعلم الجيل الجديد ان يدرس كيف يتعامل مع النفس البشرية ويدرس سلوكها جيداً ويدرس كيف يجعلها محبة للتعليم ومشرقة دائماً, ولكن مايحدث الآن فى مدارسنا للأسف عكس ذلك كلياً.

فعندما يتعلم المدرس أيضاً كيف يبعد مشاكله الشخصية عن وظيفته فإنه فى هذه الحالة يستحق ان يكون مدرساً ممتازاً, ولكن مايحدث أن المدرس عندما تكون عنده مشكلة فإنه يخرج مشاكله وعصبيته على طلابه مما يؤثر عليهم بالسلب.

يجب على المدرس ان يبعد عن عقله اى افكار تتعلق بالضرب والمعاملة السيئة لطلابه لأنه بتلك الطرق يهدم افكار يمكن ان تكون مبدعة فى الأيام القادمة ويمكن ان تساهم فى رفعة الوطن والمواطنين.

يجب ان لا نهمل ابداً حل هذه المشاكل المتعلقة بالمدارس والضرب لأن إهمالها معناه ضياع منظومة الفهم والتربية والتعليم.

فيجب على وزير التربية والتعليم الإسراع فى حل تلك المشاكل إذا اراد فعلاً العمل بجدية وبضمير.